أخر الاخبار

تكريم الإسلام للأم بقلم فضيله الدكتور سيد مدكور





في هذه الأيام المباركة يحتفل الناس بعيد الأم وإذا كنا نحتفل بالأم فيكون فى كل يوم وليس فى يوم واحد من أيام العام لأن حق الأم علينا كبير جداً سواء كانت على قيد الحياة أم متوفية فمن حقها علينا وهى على قيد الحياة البر بها والإحسان عليها والسمع والطاعة لها فى غير معصية الله والدعاء لها وإذا كانت متوفية من البر بها الدعاء و الاستغفار لها واكرام صديقتها وصلة الرحم التى لا توصل إلا بها مثل الخال والخالة وإنفاذ عهدها وهذا لعظيم شأنها ومكانتها فى الاسلام كما جاءت النصوص من القرآن والسنة وأحوال السلف الصالح.
لقد اهتمت النصوص القرآنية بالأم اهتماماً عظيماً لأنها مصدر الحنان والرعاية والعطف بلا حدود لذا قال الله تعالى فى سورة الإسراء ((وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24))وقوله سبحانه وتعالى فى سورة لقمان (( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15)والآيات كثيرة ومتعددة فى الشأن.
كذلك اهتمت السنة المطهرة بالوصية بالأم وأعطتها اهتماما كبيراُ حيث جاء رجل الى النبي ﷺ يسأله :من أحق الناس بحسن صحابتي .؟ قال :(أمك) قال :ثم من ؟ قال(أمك) قال ثم من ؟ قال )أمك) قال ثم من؟ قال (أبوك).
يقول ابن بطال - رحمه الله- فى هذا الحديث دليل على محبة الأم والشفقة عليها ينبغي أن تكون ثلاث أمثال محبة الأب لأنه ﷺ كرر الأم ثلاث مرات وذكر الأب في المرة الرابعة فقط لان الأم تحملت صعوبة الحمل وصعوبة الوضع وصعوبة الرضاع والتربية تنفرد بها الأم وتشقى بها دون الاب .
كما كان السلف الصالح - رضي الله عنهم أجمعين- كانوا حريصين كل الحرص على البر والوفاء للأم لما روى أن رجلاً كان حاملاً أمه يطوف بها حول الكعبة فسأل النبي ﷺ(هل أديت حقها ؟ قال :لا ولا بزفرة واحدة)..أي من زفرات الطلق والوضع ونحوها.وكذلك جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله أردت أن أغزو،وقد جئت أستشيرك، فقال (هل لك من أم ؟ قال: نعم ، قال فألزمها فان الجنة عند رجليها)

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-