افادت مصادر مطلعة عن قرب التوصل لاتفاق تهدئة بين الفصائل الفلسطينية و الاحتلال الاسرائيلي.
فقد اوضح النائب المصري، سمير غطاس، أن المفاوضات التي تجري في القاهرة بين حركتي حماس،
والجهاد الإسلامي، وإسرائيل برعاية مصرية، توصلت إلى اتفاق مبدئي بقبول مشروع
التهدئة طويلة الأمد، مقابل عدم المس بسلاح المقاومة، ووقف الاغتيالات لقيادات
المقاومة.
وقال غطاس في تصريحات صحفية: " إن تلك الهدنة، سيقابلها
تسهيلات تدريجية، لكن ليست فورية، كتمديد مساحة الصيد، وزيادة عدد الشاحنات التي
تصل القطاع، بالإضافة للبدء جدياً في دراسات حول ما يسمى بالجزيرة المائية والمطار
والمصانع التي ستقام على حدود معبر بيت حانون/ إيرز، كلها وعود تكاد ترتبط بصفقة
الأسرى".
وأضاف:
"ستشارك خمس دول في صفقة الأسرى، وهي مصر وقطر وتركيا وألمانيا والسويد، لكن
بشكل عملي مصر وألمانيا، هما الأنشط".
أما
عن المقابل، فأوضح أنه تم الاتفاق على وقف كل عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة،
واتسام المسيرات بالسليمة في حال استمرارها، ووقف ما يسمى بالإرباك الليلي
نهائياً، على حد قوله.
وكشف
أنه سُمح لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بالسفر، هو حالياً في تركيا،
بينما ستقوده جولته إلى روسيا وماليزيا وقطر، ولن يذهب إلى إيران مطلقاً.
ووصف
زيارة هنية إلى ماليزيا بالمهمة جداً، معللاً ذلك "ماليزيا شكلت ائتلافاً من
أربع دول، سوف ينتقل إليها مركز الإخوان المسلمين، وسينتقل جزء من حركة حماس إلى
هناك بعدما اتفقت السعودية وقطر على عدم إيواء الإخوان المسلمين.
أما
عن زيارة هنية إلى قطر، فأشار إلى أنه يذهب لهناك لبحث استمرار التمويل المالي،
الذي هددت قطر في وقت سابق بوقفه في بداية العام الجديد، طالباً منهم إنقاذ غزة،
واستمرار ضخ الدعم المالي، مؤكداً أن إسرائيل موافقة على استمرار دعم قطر لغزة.
اما
عن اللقاء المرتقب بين الرئيس محمود عباس والرئيس عبد الفتاح السيسي، فأكد أنه جاء
بناء على إلحاح من قبل الرئيس الفلسطيني، متوقعاً أن يبحثا مسألة الانتخابات، ودور
مصر في دعم خيار الانتخابات، بالإضافة لما يُقال حول هدنة طويلة وإمكانية تعطيلها
للانتخابات.
وأكمل
البرلماني المصري: "في كل مرة كان الرئيس السيسي يمنح الرئيس الفلسطيني
تطمينات، بأنه لن تُقام دولة غزة في سيناء، أما هذه المرة فسيبحثان إمكانية تطبيق
الانتخابات في ظل اتفاقية الهدنة طويلة الأمد".
وشدد
على ان مصر لا علاقة لها بالمستشفى الأمريكي، الذي يُقام في شمال قطاع غزة،
متمماً: "جميع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، غسلت يدها من موضوع المستشفى،
وحاولوا أن يقولوا: إن مصر كانت وسيطاً،
وأنها على علم بالمستشفى، لكن مصر نفت نفياً قاطعاً علاقتها بها".
وختم:
"بعض الفصائل تعتبر المستشفى الأمريكي موقعاً متقدماً للمخابرات الأمريكية،
والموافقة على وجودها الآن يتنافى مع الموقف الفلسطيني الرافض للسياسات الأمريكية
بخصوص القضية الفلسطينية، بدءاً من القدس، ووصولاً إلى اللاجئين، كيف تمنع
الولايات المتحدة الأمريكية المعونات لمستشفيات القدس، في وقت توافق فيه على إنشاء
مستشفى للأمريكان في قطاع غزة، وتوافق حماس عليه.
بدوره ،اعتبر
محرر الشؤون العربية والفلسطينية في القناة العاشرة الإسرائيلية تسيبي يحزكيلي، أن
حركة حماس تواجه الآن قراراً استراتيجياً سواء وقعت أم لم توقع على اتفاق التهدئة
مع "إسرائيل".
ووفقا
لادعاءات يحزكيلي، فإن قبول حماس بالتهدئة سيعني أنها ستغلق المجال أمام حركة
الجهاد الإسلامي للعمل كما تريد وسيتحول عناصر حماس من "أشخاص يحفرون الأنفاق
لأشخاص يعملون في مناصب رسمية".
وزعم
يحزكيلي أن جولة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في عدة دول حول
العالم تأتي في إطار الترويج لمبادئ التهدئة التي قد يتم الاتفاق عليها، حيث
تؤيدها مصر وربما قطر وتعارضها إيران.